هزت الأخبار المجتمع المالي في منتصف شهر أكتوبر الماضي، عندما أعلن بنك الإمارات دبي الوطني، الاستحواذ على مصرف دبي.

يعتبر البنكان مختلفان من حيث الطبيعة، حيث أن بنك الإمارات دبي الوطني (ENBD)، هو أكبر بنك في العالم العربي وجواره من حيث الأصول، بينما يصنف مصرف دبي بين أصغر المؤسسات المصرفية في الإمارات العربية المتحدة، كما أن بنك الإمارات دبي الوطني يعتبر بنكاً تقليدياً (تجارياً)، أما مصرف دبي، فيعتبر مؤسسة مالية إسلامية؛ حيث تمنع الشريعة الإسلامية الفوائد البنكية، بالإضافة إلى استثمارات المضاربات، مثل البيع على المكشوف، أو صناديق التحول أو تداول اليوم الواحد.

بالنسبة لعملاء كلا البنكين، فإنه لن يتغير عليهم أي شيء في البداية، فعملاء بنك الإمارات دبي الوطني سيستمرون في الحصول على الفوائد البنكية على ودائعهم، وأيضاً سيستمر أخذ الفوائد على القروض، من طرف البنك.

هنا يُطرح السؤال: إذا كان لا يجوز للبنوك الإسلامية أن تدفع الفوائد البنكية على حسابات الودائع العادية، لماذا قد ينقل أحد ما وديعته من بنك تقليدي إلى آخر إسلامي؟ ثم كيف لأولئك الذين يتبعون مبادئ الشريعة الإسلامية، أن يمولوا شراء سيارة، إذا قلنا أن القروض التقليدية والفائدة ممنوعة شرعاً، أي حرام؟

لقد زار كاشير بعض البنوك الإسلامية لاستكشاف الأمر، وقد اكتشف أن المعاملات البنكية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ليست بالصرامة التي قد تبدو للوهلة الأولى…

البنوك الإسلامية:

إذا كنت وافداً من المملكة المتحدة، فقد تكون المعاملات البنكية الإسلامية مألوفة لديك، حيث أصبحت لندن وبيرمينغهام، عبارة عن مرابط أو جسور التمويل الإسلامي في أوروبا.

هناك خمسة بنوك إسلامية قائمة بذاتها في المملكة المتحدة، وسوق لندن المالي، ما هو إلا أكبر سوق للأوراق المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.

في الإمارات العربية المتحدة، هناك 8 من أصل 51 بنكاً عاملاً، تعتبر بنوكاً أو مصارف إسلامية، وهي على النحو التالي: بنك دبي الإسلامي، وبنك النور الإسلامي، ومصرف الإمارات الإسلامي، ومصرف دبي، ومصرف أبو ظبي الإسلامي، ومصرف الهلال، ومصرف الشارقة الإسلامي، ومصرف عجمان، ويعتبر بنك دبي الإسلامي أقدم تلك البنوك المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وقد أسس عام 1975.

هناك ما يُقدر بحوالي تريليون دولار، يُستثمر وفقاً لمبادئ وتعاليم القرآن الكريم، حول العالم.

الادخار:

بدلاً من الحسابات البنكية التقليدية التي تحتمل الفوائد البنكية، البنوك الإسلامية تقدم حسابات المشاركة في الأرباح ، وهذا يعني أنك لن تستلم دفعات فوائد دورية، ولكن ستتلقى معدل أرباح، والذي غالباً ما يكون مساوياً إلى حد كبير، لمعدل الفائدة الرسمي الصادر عن البنك المركزي، ويبلغ معدل الفائدة الحالي (EIBOR)،لمدة ثلاثة شهور 1.48 %.

السبب وراء ذلك، هو أن القطاع البنكي الإسلامي العالمي، يعتبر صغيراً جداً من حيث الحجم، ولذلك يجب على المؤسسات المالية التي تعمل وفق الشريعة، أن تتعامل مع البنوك التقليدية لكي تحافظ على السيولة، ولإعادة تمويل نفسها.

الاقتراض:

المصارف الإسلامية لا يمكن أن تُسمى رسمياً ‘مؤسسات دائنة’، حيث أنها أساساً لا يجوز لها أن تقرض أو تقترض المال، ومع ذلك، من الممكن تمويل شراء سيارة أو عقار، عبر هذه المصارف، حتى بدون قروض، أو قروض الرهن العقاري، ومعدلات الفائدة؛ فالتمويل ضمن الشريعة الإسلامية يُعرف باسم ‘مرابحة’.

على سبيل المثال: شركة السيارات “كيا”، تقدم خيارات تمويل بالشراكة مع بنك دبي الإسلامي، وبذلك يشتري البنك السيارة، ثم يعيد بيعها للزبون بسعر أعلى، ويدفع الزبون هذا الثمن للبنك، من خلال دفعات مالية محددة مسبقاً، وبهذه الحالة تحديداً، فإن معدل المرابحة، وليس الفائدة، يساوي 2.55 %.

التأمين:

تقدم مُنتجات التأمين تحت اسم ‘تكافل’، ويقول في ذلك أحمد الجناحي، المدير الإداري لـ “تكافل نور”، وهو ذراع التأمين الخاص ببنك نور الإسلامي: “لقد شهدنا زيادة في المبيعات بنسبة 100%، على بوليصات تأمين تكافل، وحوالي 30% من عملائنا، ليسوا مسلمين .

الاستثمار:

المعاملات الاستثمارية في كل المؤسسات المالية الإسلامية، محصورة في شراء الأسهم التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية؛ فأسهم شركات إنتاج الكحول، والأسلحة، والمنتجات الإباحية، وكل مؤسسات الإقراض والتأمين التقليدية، لا يجوز تداولها من خلال البنوك الإسلامية.

للنساء فقط:

بعض المصارف الإسلامية، كمثيلاتها من البنوك التقليدية، تحاول أيضاً إغراء أو اجتذاب عملاء جدد، من خلال محاولات إبداعية. على سبيل المثال، أطلق مصرف عجمان في بداية السنة (2011)، خدمات بنكية للنساء، تحت عنوان “مهرة”.

تؤدي هذه الخدمات والمشورات، في أقسام مخصصة للنساء فقط، في فروع مُعينة لمصرف عجمان، وتستفيد العميلات أيضاً من خصومات في محلات تجارية ومطاعم وفنادق ومنتجعات معينة. كما يمكن الحصول على منافع إضافية، تتضمن خدمات فتح باب السيارة، وصف السيارة، ودخول غير محدود إلى نادي دبي للسيدات Dubai Ladies Clubs، في أبو ظبي ودبي والشارقة.